أخيرا السماء تمطر
تأخرت كثيرا هذا العام
كان المطر يأتينا من قبل ليخبرنا بقدوم الشتاء أما الان أصبحنا ننتظر كثيرا حتي ينزل المطر
اصبحنا نشتاق اليه
نصلي الي الله كي ينزل مرة اخري نذكره دائما في حوارات الأسي علي مافات وتذكر ماقد مضي
وكيف أن حال السماء تبدل ككل الاحوال
لم تعد كما كانت أبدا
أسير تحت هذه الامطار الان تراودني أفكارا كثيره
أتذكر حينما كنا اطفالا حيث كان المطر ملعبا نخرق فيه قوانين الأم "حاسبوا المطره والبرد...ماتمشوش في الميه...دفي صدرك كويس ..."
وكل هذه القوانين التي كنا نخرقها "غالبا" بغض النظر عن تبعات الخرق من عقاب أو تأنيب ,كانت ضحكاتنا تحته تنسينا اياه وكنا ايضا "برده غالبا" لا نصاب بالبرد...!
اعتقد أن الدفء داخلنا كان اقوي منه بكثير.
اتذكر ايضا ايام الثانويه...
كنا نعشق الخروج فيه
كنا نلبس الخفيف من الملابس في تحد واضح للبرد وللشتاء الكئيب كله
كانت حراره انفعالاتنا وسخونة اندفاعنا تقلبه صيفا مرحا خفيفا
وكانت لسعات حبات المطر بمثابة قطرات البنزين تتساقط علي جمرات تزيدها اشتعالا وتوهجا
وبعد الدراسه العلميه والانغماس في الحقائق الي اقصي درجه اصبح بخل السماء وندرة المطر نذير شؤم وعلامة من علامات المستقبل المظلم فهو دليل علي تغير مناخ الأرض والاحتباس الحراري...!
وبعد مرور الوقت قليلا يأتي المطر فلا يعد يشغلنا دفء مشاعر ولا حتي الاحتباس الحراري
ولم يعد لدينا الوقت "ولا حتي الجهد" لننطلق تحت المطر
يصبح شاغلنا تلك القوانين التي كنا نخرقها من قبل وهل تنفذ بحذافيرها...؟ أم أن ذلك الولد المتمرد "وكأنه طلع كده شيطاني بدون اي عوامل وراثيه...!" يصر علي القفز بين البرك الصغيرة في ارضية الشارع تحت المطر؟ أو أن تلك الفتاة تستمتع بمداعبة حبات المطر خصلات ضفاثرها الصغيرة؟؟ رغم كل تحذيراتي وتنبيهات أمهما بالابتعاد عن المطر خوفا من البرد...!
ويمر العمر أسرع متجها الي النهاية... وايضا تزداد السماء بخلا والمطر شحا
ونتغيرويتغير القلب
حين نتذكر المطر نجد همهمة تجري بين الشفتين "استغفر الله العظيم"
واية من كتاب الله تمر قبلها علي الخاطر " يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (١٢) ".
وحينما ينزل المطر نشعر بالراحة لقبول الاستغفار ونسرع برفع أكف الضراعة للدعاء لمن ذكرتهم الايه في نصفها الثاني
فلهذا بالسعادة وتوسيع الرزق و لتلك بهداية زوجها وأولادها لها وللاخير تمني التوفيق والعوده من بلاد البرد بالسلامة والشهادات... ولا ننسي دعاء بالرحمه لشريك عمر قد غاب
وفي أثناء ذلك تجدنا نشد المعطف أكثر أو نحكم غلق النافذه أو نشعل مدفأة لنجلس نرقب نزول المطر البارد "رغم غلق النافذه ونار المدفأة وصوف المعطف...!"
نرقب نزول المطر البارد ونجتر الذكريات... ,والتي رغم دفئها, تعجز عن منع تسرب ذلك البرد القارص الي النفس
حتما انها برودة الوحدة ... تعجز عن منعها تأملات عند نزول المطر.
very beutiful &expressive
ردحذفThanks Rose
ردحذفياه ، المطر خلص يا أحمد ، بس لازلت أنتظره
ردحذفمحمد مصطفى هاشم
نرقب نزول المطر البارد ونجتر الذكريات... ,والتي رغم دفئها, تعجز عن منع تسرب ذلك البرد القارص الي النفس
ردحذفحتما انها برودة الوحدة ... تعجز عن منعها تأملات عند نزول المطر.
جميلة أوى يا أحمد عارف أنى قريت ليك حاجات قبل كدا بس النهاردة حاسة أنى بقراها بشكل تانى وحاجات مقرتهاش وأول مرة أقراها النهاردة وبعد مقريت كل خواطرك عايزة أقولك أنك فعلا موهوب أستمر فى الكتابة وأنا هستمر فى القراية لأى حاجة تكتبها ربنا يوفقك