الثلاثاء، 6 يوليو 2010

قليل من التركيز

قليل من التركيز

يبدو أن تتابع الأحداث علي مدار اليوم والساعه وسرعة تواليها تفقد الواحد منا الهدوء والقدره علي التركيز في معاني الأشياء خاصة البسيط منها ليبدو الواحد منا في نهاية اليوم وكأنه "كما أراني دائما!" ذلك الثور الدائخ بعد يوم شاق من الدوران في تلك الساقية الحياتية ،معصوب العينين حتي لا يدرك طبيعة الحركه الدائرية التي يكررها علي مدار اليوم وكل يوم تقريبا.
ليأتي المساء ،فتراه منكبا ليتناول طعامه وكأنه العشاء الأخير ليغلبه النوم بعدها سريعا قبل حتي أن يكمل طعامه.

وطبعا قد لا يشعر أحيانا بمذاق ذلك الطعام وكأنه أيضا أصبح أحد تلك اللفات التي يمر بها علي مدار اليوم ليصل الي فراشه.
والأكيد أنه أيضا لا يجد القدره علي التركيز ليكتشف مذاق اليوم وما فيه من مواقف خاصة البسيط منها ...
فلم يتذكر تلك الابتسامه علي وجه المريضه العجوز بعد أن أنهي اسعافاته الأولية لزوجها المسن ولم يدرك معني تلك الهمهمات التي ظلت ترددها.
لم يري معني لكلمة الشكر التي وجهها له الزميل ولم يتسائل لماذا تشاجر اليوم مع سائق التاكسي و منادي الميكروباص و غيرهما إن حدث
لم يشعر الا بلفح الحر علي مدار اليوم واختناق الجو أو شعوره عكس الناس بنسيم صيفي حتي تحت أشعة الشمس الحارقة



لا يجد الوقت ولا الجهد ليفكر ما وراء الأحداث ...
 هل ابتسامة العجوز ماهي إلا مكافئة رمزيه يرسلها الله له لتدفعه الي الاستمرار؟ و هذه الهمهمات...هل أدرك أنها دعوات حقيقية سريعة الوصول الي الله قد يدفع بها الله اليه خيرا كثيرا؟
هل أدرك أن كلمة الشكر الصادقه هذه قد تعبر عن نعمة رضا الله عليه؟
وأن ذلك السائق وهذا المنادي لم يكن ليغضبه لولا أنه فعل ما يغضب الله بشكل أو بآخر؟ هل شعر بالاختناق من الجو لأنه خانق بالفعل أم أنها احدي نوبات القنوت؟
ولربما أدرك أن تلك النسمة الصيفية التي شعر بها دون غيره إنما هي نسمات عادت كأصداء لكلمة طيبة قالها يوما ما...

في نهاية يومك المزدحم وقبل أن تغفو عينيك أو ينقض عليها النوم وهي منهكه بشده ... تستطيع أن تشعر برضا الله عليك أو عدمه ‏...

بقليل من التفكر والهدوء...

بقليل من التركيز ... مع الله.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق