يااااه... طلعت مني بشكل تلقائي تماما حينما رأيتها
تلك الفتاه التي لا أعرفها ولا أدري أيضا كيف عرفتها؟
فلم تصبح هي تلك الفتاة الرقيقة الملامح ممشوقة القوام ذات الطلة الأوروبية والشعر الذهبي الذي لطالما أحرق الكثيرين بأشعته البراقه وتلك التنوره الكحلي تعلو فوق ركبتيها اللاتان تعلوان قدمان كثيرة هي الرؤوس التي انحنت دائما لتتبعها وكثيره هي أيضا النزاعات التي شبت بين واصف متيم وغيور مشتعل.
وذلك القميص الأبيض والذي كان بمثابة توجيه ونصيحه الي لون الراية التي سيرفعها سريعا من تسول له نفسه النظر لعينها البحرية اللون.لم تكن هي هي , لم أعرفها إلا من ذلك الصليب المميز المتدلي من رقبتها والذي لطالما قام بدور وطني فأقنع الكثيرين بفكرة الوحده الوطنية! واننا ابناء وطن واحد نعشقه جميعا ولا نختلف علي هواه مسلمين كنا أم مسيحيين...!
نعم كانت هي تلك الفتاه التي لطالما جلس رفيقي وزميل أيام الدراسه الثانوية "أمير" منظرا ايها أن تصل الي محطة المترو لتركب فيركب معها في نفس العربه "وطبعا أنا بجانبه... ان كان يشعر بي أصلا" ليظل ينظر اليها ... فقط حتي تأتي محطتها لتنزل فيفيق انني لازلت هنا ليسألني ... "شوفت بصيتلي النهارده ازاي؟"....."شوفت ابتسمت ازاي؟" ومره أخري: "أحمد هيا كده تكون مضايقه مني؟....!" كل هذه الأسئلة اليومية بعد نزولها
طبعا هذه أسئلة رحلة الذهاب وتاتي غيرها من الأسئلة في رحلة العودة
حيث يخرج مسرعا من المدرسه ...مهرولا الي محطة المترو "وانا من خلفه طبعا...!" ليعوض الفرق في الوقت حتي يصل في الموعد المناسب لمحطة مدرستها قبل ان تغادر في نفس عربة المترو
عامان من النظرات دون كلمه واحده...مرا أمامي حينما شاهدتها تمشي في احد شوارع شبرا , وتذكرت "أمير" صديق الثانوية... لم اعرف الكثير عنه بعد السنوات الأولي في كلية الهندسة أخذتنا الحياة ... كل في عربة مترو خاصة به بلا محطات مشتركه غالبا
تذكرته وايضا تخيلته الان ...وتخيلت كيف هي ستكون نظرات هذا العاشق الصامت بعد مرور هذه الاعوام الكثيرة حينما يراها مرة أخري
بملحقاتها... من طفلة محمولة علي الكتف تلعب بما تبقي من الأشعه الذهبية وقد تناثرت بعشوائية واضحة
وطفلة أخري ... تمسك بيدها تجرها جرا
وقد زادت تقريبا ضعفي "ان لم يكن اكثر" وزنها
و طبعا لم تكن بتلك التنورة الكحلي ولا القميص الابيض....
يبدو أننا نكبر
و أن الزمن يمر...دون أن نشعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق