قبل يومين (2)
الخميس، 15 أبريل 2010
الاثنين، 5 أبريل 2010
شهادة ميلاد
الساعة السابعة صباحا
او كما ادركت بعد ذلك
الوقت الذي ينشط فيه عمال النظافة لاتمام الاستعداد لبداية يوم جديد
استيقظ واقفا علي صفارة الانذار التي تدل علي وجود arrest في الطوارئ
بحثت عن النظارة بجوار سرير الكشف الذي كنت راقدا عليه
لا اجدها
اكتشف انها لا زالت علي وجهي
اهم بالخروج الي مكان الانذار ليتوقف الانذار او لنقل لم يكتمل
توقفت ...
هل كنت احلم متأثرا بالحالة التي توفت منذ سويعات ولم يجدي معها شئ؟؟
ام انها كدبة ابريل؟؟
ترددت... هل اعود الي ذلك السرير لأسرق بضع دقائق
ام اذهب لاري ان كانت هناك حالة توقف قلب حقيقة وليست تجربة او خطء
يبو انني قبلت الافتراض الاول ... غالبا كنت احلم
اعود اللي سرير الكشف افرد جسدي المتهالك عليه
ولم اكد افعل حتي باغتتني تلك الطرقات علي الباب
طبعا وجدتي واقفا وكان هرمون الادرينالين لا يجد له زبونا غيري في هذه الليلة اللا منتهية
يفتح الباب احد افراد التمريض في قسم الطوارئ
ليجدني امامه مباشرة
أهم بالخروج بيضحك ليطمئنني وانا احاول الخروج هرولة عبر الباب
- مافيش حاجه يا بيه.... دا واحد متوفي من بدري....!
لم اعرف ماذا اقول...؟ صدمت ... في اول الامر انتابتني موجه عارمة من تأنيب الضمير ....هل غلبني النوم لهذه الدرجه؟ فلم اسمع النداء وتوفي المريض
يرد عقلي علي ذلك القلب اللوام دائما... نحن لم نخلد الي النوم الا منذ مايقرب الساعة
انظر اللي الساعة .... ثم اللي التمريض
وهو لا يزال يضحك
- ماتقلقش يابيه... ده اخو الست الريسه فلانه "والست الريسه يعني احد مشرفات التمريض" اوفي من بدري في البيت بس هما جايبينو علشان يتأكدوا ويعملوا شهادة الوفاة ان كانت مات.... ويكمل ضاحكا بس ده شكله ميت من بدري ... ومتخشب كمان
وتركني وهو يمضي الي غرفة الكشف تاركا واقفا لا ادري فعلا ما الموضوع وهل لازلت نائما
ام انني "اهلوس" تحت تأثير السهر ليومين متتاليين
افقت تقريبا وتوجهت الي غرفة الكشف
دخلت لاجد المريض مستليقا علي التروللي
توجهت اليه لاري ان كانت لديه اي مؤشرات تفيد وجود حياة
رجل في الستينات من عمره... فاتح البشرة... ذقن خفيفه لم تتم حلاقتها منذ ايام
اضع يدي علي شريان الرقبه ... لا اجد نبض ... انظر الي وجهه بامعان
لا اصدق انه متوفي علي الاطلاق
احد اقربائه يقف بجانبي يسرد علي التاريخ المرضي ويجيب علي اسئلتي الروتينية
- التنفس توقف من اد ايه؟ ... المريض كان عنده ايه؟ ..... والعديد من الاسئلة والاجابات وانا اتفحص المريض جيدا واحاول ان اجد اي علامات الحياة لكني مازلت في نفس الوقت انظر الي وجهه
- البقاء لله .... نتقطتها بعد ان تأكدت مئه في المئه ان هذا الرجل الراقد قد غادر الحياة تماما
قد يتكرر هذا الموقف كثيرا مع ومع غيري من الاطباء او من يعملون بالمجال الطبي
اما ما لا يتكر كثيرا ... معي علي الاقل
او لنقل ما لم اراه من قبل
تلك الهيئة التي عليها هذا المتوفي ... وهذه الراحه العجيبة المرتسمه علي وجهه
وابتسامه لا اجد لها وصفا الا السكينة أو الراحة صبغت وجه ذلك الرجل ... ذو الوجه المضئ
لا اعرف ... قد لا يفهمني البعض ولكنني حقا رأيته كذلك ... كطفل نائم في هدوء وسعادة برغم كل الصخب الدائر حوله في غرفة الاستقبال
رغم برودة اطرافه ... احس بالدفء والحيوية في وجهه
ورغم تصلب يديه وقدميه الا اني اجدها نضرة نديه
ارجع مرة اخري بعدما احضروا ليه شهادة الوفاة
اتفحصه ثانية عله نائم
اربت علي وجهه برفق ...
حتي لا اوقظه من ثباته
واتمتم وانا اكتب شهادة الميلاد ... عفوا شهادة الوفاة "غير مقتنع بها"
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
او كما ادركت بعد ذلك
الوقت الذي ينشط فيه عمال النظافة لاتمام الاستعداد لبداية يوم جديد
استيقظ واقفا علي صفارة الانذار التي تدل علي وجود arrest في الطوارئ
بحثت عن النظارة بجوار سرير الكشف الذي كنت راقدا عليه
لا اجدها
اكتشف انها لا زالت علي وجهي
اهم بالخروج الي مكان الانذار ليتوقف الانذار او لنقل لم يكتمل
توقفت ...
هل كنت احلم متأثرا بالحالة التي توفت منذ سويعات ولم يجدي معها شئ؟؟
ام انها كدبة ابريل؟؟
ترددت... هل اعود الي ذلك السرير لأسرق بضع دقائق
ام اذهب لاري ان كانت هناك حالة توقف قلب حقيقة وليست تجربة او خطء
يبو انني قبلت الافتراض الاول ... غالبا كنت احلم
اعود اللي سرير الكشف افرد جسدي المتهالك عليه
ولم اكد افعل حتي باغتتني تلك الطرقات علي الباب
طبعا وجدتي واقفا وكان هرمون الادرينالين لا يجد له زبونا غيري في هذه الليلة اللا منتهية
يفتح الباب احد افراد التمريض في قسم الطوارئ
ليجدني امامه مباشرة
أهم بالخروج بيضحك ليطمئنني وانا احاول الخروج هرولة عبر الباب
- مافيش حاجه يا بيه.... دا واحد متوفي من بدري....!
لم اعرف ماذا اقول...؟ صدمت ... في اول الامر انتابتني موجه عارمة من تأنيب الضمير ....هل غلبني النوم لهذه الدرجه؟ فلم اسمع النداء وتوفي المريض
يرد عقلي علي ذلك القلب اللوام دائما... نحن لم نخلد الي النوم الا منذ مايقرب الساعة
انظر اللي الساعة .... ثم اللي التمريض
وهو لا يزال يضحك
- ماتقلقش يابيه... ده اخو الست الريسه فلانه "والست الريسه يعني احد مشرفات التمريض" اوفي من بدري في البيت بس هما جايبينو علشان يتأكدوا ويعملوا شهادة الوفاة ان كانت مات.... ويكمل ضاحكا بس ده شكله ميت من بدري ... ومتخشب كمان
وتركني وهو يمضي الي غرفة الكشف تاركا واقفا لا ادري فعلا ما الموضوع وهل لازلت نائما
ام انني "اهلوس" تحت تأثير السهر ليومين متتاليين
افقت تقريبا وتوجهت الي غرفة الكشف
دخلت لاجد المريض مستليقا علي التروللي
توجهت اليه لاري ان كانت لديه اي مؤشرات تفيد وجود حياة
رجل في الستينات من عمره... فاتح البشرة... ذقن خفيفه لم تتم حلاقتها منذ ايام
اضع يدي علي شريان الرقبه ... لا اجد نبض ... انظر الي وجهه بامعان
لا اصدق انه متوفي علي الاطلاق
احد اقربائه يقف بجانبي يسرد علي التاريخ المرضي ويجيب علي اسئلتي الروتينية
- التنفس توقف من اد ايه؟ ... المريض كان عنده ايه؟ ..... والعديد من الاسئلة والاجابات وانا اتفحص المريض جيدا واحاول ان اجد اي علامات الحياة لكني مازلت في نفس الوقت انظر الي وجهه
- البقاء لله .... نتقطتها بعد ان تأكدت مئه في المئه ان هذا الرجل الراقد قد غادر الحياة تماما
قد يتكرر هذا الموقف كثيرا مع ومع غيري من الاطباء او من يعملون بالمجال الطبي
اما ما لا يتكر كثيرا ... معي علي الاقل
او لنقل ما لم اراه من قبل
تلك الهيئة التي عليها هذا المتوفي ... وهذه الراحه العجيبة المرتسمه علي وجهه
وابتسامه لا اجد لها وصفا الا السكينة أو الراحة صبغت وجه ذلك الرجل ... ذو الوجه المضئ
لا اعرف ... قد لا يفهمني البعض ولكنني حقا رأيته كذلك ... كطفل نائم في هدوء وسعادة برغم كل الصخب الدائر حوله في غرفة الاستقبال
رغم برودة اطرافه ... احس بالدفء والحيوية في وجهه
ورغم تصلب يديه وقدميه الا اني اجدها نضرة نديه
ارجع مرة اخري بعدما احضروا ليه شهادة الوفاة
اتفحصه ثانية عله نائم
اربت علي وجهه برفق ...
حتي لا اوقظه من ثباته
واتمتم وانا اكتب شهادة الميلاد ... عفوا شهادة الوفاة "غير مقتنع بها"
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)